أساليب توظيف التعلم النشط Active Learning

ذكرنا في مقال التعلم النشط لتعليم أفضل وتعلم أبقى مفهوم التعلم والنشط وعناصره وسنسلط الضوء في هذا المقال على أساليب توظيف التعلم النشط.

اتفقنا سابقًا أن التعلم النشط هو طريقة تعلم وتعليم يشارك الطلبة فيه في أنشطة ومشاريع تعلم بفاعلية كبيرة في بيئة تعليمية غنية متنوعة، تتيح لهم الإصغاء الإيجابي والحوار البنّاء والتفكير الواعي والتأمّل بكل ما يتم قراءته أو كتابته أو طرحه من مادة دراسية، بوجود معلمين يشجعون الطلبة على تحمل مسؤولية تعليم أنفسهم بأنفسهم تحت إشرافهم، ويدفعون طلبتهم نحو تحقيق نتاجات التعلم.

أولًا: أساليب توظيف التعلم النشط

تحتوي جعبة التعلم النشط على أساليب وأنشطة تعليمية تفاعلية نشطة تُوفر بيئة صفية غنية ومُحفزة على التعلم. سنشارككم بعض الأمثلة على أساليب تُمكّنكم من تطبيق أنشطة سهلة التطبيق مع طلبتكم كالآتي:

  • العصف الذهني والخارطة الذهنية: أسلوب مُنظم من أساليب التفكير الإبداعي يهدف إلى توليد أكبر قدر ممكن من الأفكار حول موضوع معيّن وتنظيم هذه الأفكار باستثمار شقي الدماغ الأيمن والأيسر من خلال رسم خارطة ذهنية. لا تبخلوا على طلبتكم بإطلاق العنان لأفكارهم والتعبير عنها واقبلوا كل فكرة بدون إصدار أحكام ولا تقطعوا حبل عصفهم الذهني وحافظوا على اندماجهم بتوليد الأفكار.
  • الحوار والمناقشة: إحدى الطرق الشائعة التي تٌعزّز التعلم النشط حيث يتم طرح أسئلة محورية تدور حول الأفكار الرئيسة للمادة الدراسية وتتطلب طريقة المناقشة أن يكون لدى المعلمين معارف ومهارات كافية بالطرق المناسبة لطرح الأسئلة وإدارة النقاش لتحفيز الطلبة على طرح أفكارهم وتساؤلاتهم بطلاقة وشجاعة.
  • الألعاب: نشاط موجَّه يقوم به الطلبة بهدف تنمية سلوكهم وقدراتهم العقلية والجسدية حيث يتم توظيف أنشطة اللعب في اكتساب المعرفة وتقريب المبادئ العلمية للطلبة وتوسيع آفاقهم المعرفية. لا تبخلوا على طلبتكم باللعب مهما كبروا، فاللعب للكبار والصغار يُسهل الفهم والتطبيق بطرق مختلفة مهما تطور المحتوى الدراسي.
  • سرد القصص: تقديم المعلومات والحقائق بشكل قصصي وهو من الطرق المُثلى لتعليم الطلبة كونه يساعد على جذب انتباههم ويُكسبهم الكثير من المعلومات والحقائق بصورة شيّقة وجذابة. لا تتردوا بسرد القصص على طلبتكم ليصل ما تريدون إلى قلوب طلبتكم قبل عقولهم.
  • الزيارات الميدانية: تُسهم الزيارات الميدانية في نقل الطلبة من المحيط الضيق المُتمثّل في الغرفة الصفية إلى مواقع العمل والإنتاج الحقيقية، وتهدف هذه الطريقة إلى ربط المدرسة بالحياة الواقعية بمختلف جوانبها وترجمة المبادئ والنظريات إلى حلول عملية لمواجهة المشكلات الواقعية.

ثانيًا: أنشطة لتوظيف أساليب التعلم النشط

يمكن تفعيل دور الطلبة على المستوى الفردي وعلى المستوى الجماعي من خلال أنشطة عديدة تُطبق من خلالها أساليب التعلم النشط الآتية:

اسألوا وأجيبوا

  • توجيه الطلبة إلى قراءة نص مُحدد بشكل فردي.
  • توجيه الطلبة إلى كتابة أسئلة على النص المقروء.
  • توجيه الطلبة إلى العمل في مجموعات ثنائية.
  • توجيه الطلبة في مجموعاتهم الثنائية إلى تبادل طرح الأسئلة وإجاباتها.
  • الطلب من بعض المجموعات الثنائية طرح أسئلتها وإجاباتها أمام بقية المجموعات.
  • التعقيب على إجابات الطلبة مع توضيح النقاط الغامضة وذكر النقاط التي لم يتطرق إليها الطلبة.

الكتابة الحرة

توجيه الطلبة للكتابة لمدة دقيقتين أو ثلاث حول موضوع معيّن أو سؤال يتعلق بموضوع الدرس، وهذا يُساعد الطلبة على دمج المعرفة السابقة مع المعرفة الجديدة ووضع رؤية جديدة أو تصور جديد حول الموضوع. يُمكن استخدام هذا النوع من الأنشطة في بداية الحصة أو في نهايتها.

دراسة الحالة

يمكن استخدام دراسة الحالة كالآتي:

  • طرح موقف واقعي من خلال دراسة الحالة عن موضوع تم تناوله في الدرس (مثلًا موضوع التعاون).
  • توجيه الطلبة لمناقشة الموقف وتحليله ضمن مجموعات من خلال ربطه ومقارنته بمواقف مشابهة مروا بها في حياتهم.
  • توجيه المجموعات لعرض أعمالها ومناقشتها مع بقية المجموعات.
  • توجيه الطلبة للعمل (فردي أو جماعي) على إعداد دراسة حالة جديدة تتناول الموضوع نفسه بشكل بسيط.

نشاط 3-2-1

يمكن استخدام هذه النشاط مع طلبتكم من خلال اتباع الخطوات الآتية:

  • الإشارة للطلبة بالعمل على هذا النشاط بشكل فردي.
  • توجيه الطلبة إلى كتابة 3 أفكار تم تناولها في الدرس.
  • توجيه الطلبة إلى إعطاء مثالين أو استخدامين لأحد الأفكار التي تم كتابتها.
  • توجيه الطلبة إلى كتابة أمر واحد لازال غامضًا أو غير مفهوم بالنسبة لهم.

أنا أفكر… نحن نفكر

يمكن استخدام هذا النشاط من خلال اتباع الخطوات الآتية:

  • تقسيم الطلبة إلى مجموعات.
  • توزيع ورقة على كل مجموعة تحتوي على عمودين: العمود الأول أنا أفكر، والعمود الثاني نحن نفكر.
  • طرح سؤال عن موضوع محدد على المجموعات.
  • توجيه الطلبة إلى تسجيل إجاباتهم في عمود أنا أفكر.
  • توجيه الطلبة إلى مناقشة إجاباتهم ضمن المجموعات حتى تتوصل كل مجموعة إلى إجابة يتفق عليها جميع أفرادها.
  • توجيه المجموعات إلى كتابة الإجابة في عمود نحن نفكر.
  • الطلب من المجموعات مشاركة إجابتها عن السؤال أمام بقية المجموعات.

بعد تعرفكم على هذه الأنشطة، شاركوا زملائكم أكثر الأنشطة التي تشعرون أنها مفيدة ويمكن تطبقيها لإثراء عملة التعليم والتعلم في غرفكم الصفية.

ثالثًا: إدارة عملية توظيف التعلم النشط

تتكون إدارة عملية التعلم النشط من عمليات يتداخل بعضها ببعض وتتم عملية التكامل فيما بينها بشكل يساعد على تحقيق نتاجات معينة تشتمل على ما يجب القيام به داخل الغرفة الصفية من أعمال لفظية أو عملية من شأنها أن تخلق جوًا تربويًا ومناخًا ملائمًا يمكّن الطلبة من تحقيق النتاجات التعليمية، وذلك عن طريق تطبيق المراحل الآتية:

  • التخطيط
  • التنفيذ
  • الإشراف والمتابعة
  • التقويم

مرحلة التخطيط، ويتم فيها الآتي:

  • اختيار المحتوى المناسب.
  • تحديد النتاجات التعليمية المراد تحقيقها.
  • تحديد حجم المجموعة (إذا كان العمل ضمن مجموعات).
  • اختيار طريقة تكوين المجموعات (إذا كان العمل ضمن مجموعات).
  • ترتيب وتنظيم الغرفة الصفية.
  • تحديد المهام وأدوار الطلبة (إذا كان العمل ضمن مجموعات).

مرحلة التنفيذ، ويتم فيها الآتي:

  • تجهيز المواد والأدوات اللازمة لإنجاز المهمة.
  • تهيئة المناخ النفسي والاجتماعي.
  • توضيح المهمة بالتفصيل للطلبة.
  • التأكد من فهم الطلبة للمهمة.
  • توفير الفرص للطلبة للعمل على المهمة سواءً كانت المهمة فردية أو جماعية.

مرحلة الإشراف والمتابعة، ويتم فيها الآتي:

  • مراقبة سلوك الطلبة أثناء العمل على المهام.
  • متابعة الزمن أثناء عمل الطلبة على المهام الفردية أو الجماعية.
  • إنهاء الموقف التعليمي.

مرحلة التقويم، ويتم فيها الآتي:

  • استخدام مستويات التقويم الفردي والجماعي وتقديم تغذية راجعة مستمرة لجميع الطلبة بشكل فردي أو جماعي.
  • استخدام استراتيجيات تقويم تتناسب مع نتاجات الدرس المراد تحقيقها.
  • الحرص على التقويم المستمر خلال عمل الطلبة.

بعد الانتهاء من قراءة النقاط السابقة المتعلقة بإدارة عملية التعلم النشط، قد تشعرون بأنها نقاط كثيرة، لكن ننصحكم بكتابة هذه النقاط ووضعها ضمن قائمة شطب خاصة بكم، لتتأكدوا من توظيف أساليب التعلم النشط بكفاءة وفاعلية.

ما هي النصائح التي يمكن اتباعها لتوظيف التعلم النشط؟

  • البدء بمقدمة قصيرة وبسيطة.
  • العمل على تطوير خطة لأنشطة التعلم النشط تشمل: التجريب، التعديل ثم التجريب للمرة الثانية.
  • الحرص على توضيح النتاجات المطلوب تحقيقها من أنشطة التعلم النشط المُقدمة للطلبة.
  • التفكير والتأمّل في الممارسات التدريسية ومتابعة الجديد يعتبر شرط النجاح في توظيف التعلم النشط.

أسئلة مهمة يجب التفكير بها عند تصميم أي نشاط تعلم نشط

  • ما الهدف من النشاط؟
  • ما أطراف التفاعل في النشاط؟ الطلبة بشكل فردي أم جماعي؟
  • ما الموعد المناسب للنشاط؟
  • كم من الزمن يلزم للقيام بالنشاط؟
  • ما الاستعدادات اللازمة للنشاط؟
  • هل سيتم مناقشة مخرجات النشاط فرديًا أم زوجيًا أم مع الصف بأكمله؟
  • ما هي مخرجات النشاط؟

في نهاية مقالنا، تذكروا أن الصفوف ذات المستوى العالي من التفاعل من قبل الطلبة هي صفوف مُنتجة ومُؤثّرة فلا تدّخروا أي جهد لاستخدام الجديد من الاستراتيجيات والأساليب والأنشطة بالإضافة إلى الحرص على دمج الطلبة في عملية تعلمهم وبناء علاقات إيجابية معهم للوصول إلى نتائج مُبهرة.

أحدث المواضيع